السؤال.. بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى أله وصحبه أجمعين.
أنا شاب، أبلغ من العمر 18 سنة، وأعاني من وساوس قهرية، ولكن هناك شيء لا أدري هل هي شبهة أم وسواس؟
وهي متعلقة بالدين، ألا وهي في ما معنى حديث النبي صلى الله عليه وسلم إذا نعس أحدكم فليرقد.
فلعله يذهب يستغفر، فيسب نفسه، فتحدثني نفسي بأنه لا أحد يسب نفسه، ثم أخشى أن أكون قد اتهمت النبي صلى الله عليه وسلم بقصور الفهم.
وأخشى أن أكون قد كفرت، والعياذ بالله، وهي ليست مثل باقي الوساوس التي تعتريني، فكأنني لم أقتنع بأن هناك من يسب نفسه.
فأرجو إيضاح الأمر لي، وهل هي شبهة؟ أم وسواس، وما الحل؟ بمثل هذه الحالة، وأتمنى منكم نشر استشارتي بالموقع؛ لأنني قد لا أتمكن من قراءتها عبر الإيميل لبعض الأسباب.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فمرحبًا بك أيها الولد الحبيب في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يشفيك، ويعافيك مما تجد من وساوس.
ونصيحتنا لك أيها الحبيب أن تأخذ بالأسباب التي جعلها الله عز وجل أسبابًا للشفاء والعافية، ومن هذه الأسباب ما هو مادي بأن تتوجه إلى الأطباء، وتستعين بهم لوصف الدواء المناسب، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم – يقول: (تداووا عباد الله).
ومن ذلك الأسباب الشرعية القرآنية، بأن تُكثر قراءة القرآن على نفسك، وتلتزم بأذكار التحصين صباحًا ومساءً، وعند النوم، وعند الاستيقاظ، وتداوم الرقية الشرعية على نفسك، ونسأل الله تعالى أن يشفيك، وأن يعجل لك بالشفاء.
وأما ما ذكرتَ من استشكال عندك في هذا الحديث، فهذا ليس بإشكال، وهو جزء من الوساوس التي تعاني أنت منها، لكنه مع الوسواس انضم إليه عدم فهم لمراد النبي - صلى الله عليه وسلم – بالحديث، وهذا ليس اتهامًا للنبي - صلى الله عليه وسلم – بالكذب، ولكنه استشكال في فهم ما قاله النبي - صلى الله عليه وسلم – وخوفك من أن يكون تكذيبًا للنبي - عليه الصلاة والسلام – دليل على وجود الإيمان في قلبك.
فلا تلتفت لما يحاول الشيطان أن يلقيه في قلبك من الحزن، والهم وإيهامك بأنك وقعت في تكذيب رسول الله - صلى الله عليه وسلم – أو غير ذلك، فأنت ولله الحمد من أهل الإيمان، نسأل الله تعالى أن يثبتك على الإيمان حتى تلقاه.
وأما الحديث فليس بمشكلْ أيها الحبيب، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم – أمر من يصليَ نافلة بأن يرقد إذا غلبه النوم حتى يتحرى في الكلام الذي يتلفظ به أثناء دعائه، كما قال - عليه الصلاة والسلام –: (لعله يذهب يستغفر فيسبَّ نفسه) أي يدعو على نفسه بدلا من أن يدعو لها.
وهذا يتصور في تحريف الكلام أو تصحيحه، كما ذكر العلماء في شرح الحديث، فبدل أن يقول (اغفر لي) يقول بسبب ثقل النوم على لسانه: (اعفر لي) والتعفير معناه: التذليل.
ويكون بذلك قد دعا على نفسه بالذل والهوان والالتصاق بالتراب، وهذا سبٌّ للنفس ودعاءٌ عليها، وقد كان قصده الدعاء لها، وقد يتصور بأن تجري على لسانه كلمات ما كان يريدها، ولا قصدها، وذلك بسبب غلبة النوم له، فأراد النبي - صلى الله عليه وسلم – أن يجنبه الوقوع في هذا كله، فأمره بألا يشق على نفسه، وأن يرقد حتى يذهب عنه النوم، ثم يستقبل بعد ذلك صلاته بخشوع واطمئنان وعلمٍ لما يقوله فيها.
نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى أن يوفقنا وإياك لكل خير.
الكاتب: الشيخ/ أحمد الفودعي
المصدر: موقع الشبكة الإسلامية